نقل المومياوات المصرية في موكب يليق بأفراد العائلة المالكة
بعد ما يقرب من قرن ونصف على تأطير مصر بقالب ” الأسماك المملّحة”، والتي ترمز إلى سمك يُؤكل من قبل المصريين خلال مهرجان شم النسيم في مصر، الاحتفال الربيعي من العصور المصرية القديمة والعيد الوطني في مصر، تم الاحتفال بما يقرب من عشرين مومياء مصرية في عرض كبير في القاهرة يوم السبت.
تم التعامل مع اثنين وعشرين مومياء، و 18 ملكًا وأربع ملكات، على أنّها أفراد من العائلة المالكة حيث تم نقلها من المتحف المصري البالغ من العمر 120 عامًا في ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية الذي تم افتتاحه مؤخرًا في مدينة الفسطاط الإسلامية القديمة.
ومن بين المومياوات كان رمسيس الثاني، أحد حكام المملكة الحديثة الذي استمر حكمه لمدة 67 عامًا والذي وقّع على أول معاهدة سلام معروفة في العالم؛ وحتشبسوت، التي تحدت الأعراف الجنسانية لتصبح ملكة في عهد الأسرة الثامنة عشرة؛ وسكنرا تا، الذي اشتهر بشن حرب تحرير ضد الهكسوس.
وخاضت العديد من المومياوات المعروضة رحلة شاقة يوم السبت بعد إخراجها من مخبأ الدير البحري في الضفة الغربية في الأقصر عام 1881. وتم وضعها على متن قارب أبحر لمدة ثلاثة أيام، على طول الطريق من الأقصر إلى القاهرة، لكن وصولها إلى العاصمة لم يكن إيذانا بنهاية المشاكل. في ذلك الوقت، كان التفتيش الجمركي في العاصمة إلزاميًا، وكان الرجل المسؤول في حيرة من أمره لإيجاد تعريف قانوني للمومياوات.
وقال عالم المصريات الشهير زاهي حواس لشبكة ABC News: وافقت مصلحة الجمارك في النهاية على السماح بالدخول، ولكن فقط تحت ملصق أنها “أسماك مملحة”.
تم وضع المومياوات في كبسولات هيدروجين للحماية وحملتها مركبات مزيّنة خصيصًا، مع عربات تجرها الخيول ورجال يرتدون أزياء قديمة يوجهونها، وفرقة عسكرية تدق الطبول.
وتم كتابة أسماء المومياوات على جوانب وأمام المركبات بالهيروغليفية المصرية القديمة والعربية، مما يشير إلى بدء الموكب من خلال التحرّك حسب الترتيب الزمني، بقيادة سيكنرا تا من الأسرة السابعة عشر.
كانت مسلة رمسيس الثاني التي يبلغ ارتفاعها 19 متراً محاطة بأربعة تماثيل أبي الهول تزيّن ميدان التحرير التاريخي، والذي تم تجديده تحسباً للاستعراض الذي كان من المقرّر عقده العام الماضي، لكن تم تأجيله بسبب جائحة كوفيد_19.
وأثناء تحرّك المركبات، حاصروا المسلة وواصلوا رحلتهم التي امتدت 4.5 كيلومترات إلى المتحف الوطني للحضارة المصرية، مثواهم الأخير. وأغلقت الطرق بينما كان الموكب يمر عبر شوارع خالية قبل أن يوجه 21 طلقة تحية عند الوصول.